القائمة الرئيسية

الصفحات

الشيخ عبد المطلب بن واصل رضي الله عنه


من خلفاء وتلاميذ سيدي إسماعيل ضيف رضي الله عنهم
الشيخ عبد المطلب بن واصل الجهني رضي الله عنه
ترجع أصوله إلى سلالة الصحابة الجهنيين الأبطال الفاتحين لبلاد مصر .
فهو فضيلة الشيخ عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن قراع بن علي بن أبي خير وأبو الخير هذا أبو عشيرة من عشائر جهينة تربو على خمسة آلاف عدًّا ويشاركها في الانتماء إلى جهينة عدة عشائر تناهز الخمسين ألفًا ينزل أكثرهم مديرة جرجا. 
كان رجلًا صالحًا متفقهًا، متصوفًا، معتقدًا في بلدته، محبوبًا عند جميع عشائر جهينة، أخذ طريق الصوفية الخلوتية عن شيخ الطرق الشهير الشيخ إسماعيل أبي ضيف ثم كان خليفة له بناحية جهينة.
وهو والد الشاعر الكبير الملقب بشاعر البادية محمد عبد المطلب ولد (1871 - 1286–1287) ببلدة "باصونه" إحدى قرى مديرية جرجا من أبوين عربيين ينتميان إلى أسرة أبي الخير، وقد تربي هذا الشاعر في هذه البيئة العربية الدينية وحفظ القرآن وهو دون العاشرة، وفي هذا البيت الطيب، طبع منذ نعومة أظفاره على الخلال العربية الحميدة، وطبيعي أن يسلمه والده إلى معلم القرية فيحفظ القرآن الكريم، ويلم بقواعد القراءة والكتابة، حتى إذا فرغ من ذلك أمكنه من الفقه الإسلامي والحديث النبوي فارتشف ما قدر عليه من معينهما الرائق، ثم أنس من نفسه المعرفة فجلس يعظ الناس مكان والده، وهو يعد في مبدأ العقد الثاني من حياته الزاهرة، فكان من يسمعه في هذه السن الباكرة يؤخذ بلباقته الفائقة، ويدعو له بالنجاح والتوفيق .
وكان العارف بالله سيدي الشيخ إسماعيل أبو ضيف شيخ الطريقة يزور مريده (عبد المطلب واصل) في (باصونة) من حين إلى آخر، فشاهد نجله الصغير يعظ الجمع الحافل كعادته، وهو لا يزال طري الأملود غض الإهاب، فتوسم فيه النجابة والذكاء، وزاد به إعجابه فعرض على والده أن يصحبه إلى القاهرة حيث يرتشف العلم الغزير من منهله الرائق بالأزهر الشريف، وكانت فكرة حميدة تلقاها الوالد بالترحاب والقبول، وجاء إلى القاهرة للدراسة في الأزهر، ونزل وهو في هذه السن المبكرة ببيت الشيخ إسماعيل أبي ضيف بين أولاده وأسرته ، ولم يمض زمن وجيز حتى كان الواعظ الصغير طالباً بالأزهر يقضي فيه بياض نهاره، فإذا جنه الليل توجه إلى منزل حاضنه الشيخ إسماعيل أبي ضيف فلازمه حتى الصباح .
- وإذا كان الفتى قد شهد مجالس التقوى في صورة مصغرة عند والده بالصعيد فانه في منزل حاضنه الأكبر الشيخ إسماعيل أبى ضيف يرى الصورة المكبرة لهذه المجامع العامرة، ويستمع إلى القصائد الصوفية التي تنشد في الحلقات كل ليلة، فيحس لها رنيناً مشجياً يدعوه إلى تفهمها واستظهارها حتى كونت لديه ملكة حساسة تطرب للتوقيع الجميل، وتتذوق المعنى الرائع، ومهما يكن من شيء فقد كانت هذه المقطوعات الصوفية أول حافز دفعه إلى الانكباب على الدواوين الشعرية في ميعة صباه يستوضح غامضها ويتفهم معانيها حتى خلقت منه فيما بعد شاعراً فحلاً جزل العبارة فخم الأسلوب! ومكث بالأزهر سبع سنين، ثم التحق بدار العلوم، وتخرج فيها سنة 1896 بعد أن تتلمذ لكبار علماء عصره أمثال الشيخ حسن الطويل، والشيخ محمود العالم، والشيخ حسونة النواوي، والشيخ سليمان العبد وغيرهم وله ديوان شعر كبير منه قصيدة ظل البردة علي نهج بردة الامام البوصيري وايضا القصيدة العلوية يقابل بها قصيدة احمد شوقي المسمي بالقصيدة العمرية .